أثارت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية تساؤلاً، حول ما إذا كانت إيران ستسيطر قريباً على الضفة الغربية المحتلة في فلسطين.
وذكرت المجلة أنه مع تواجد جماعة “حزب الله” في لبنان وسوريا، وسيطرة حركة حماس على قطاع غزة، فإن الضفة الغربية تعد البؤرة الاستيطانية الأخيرة المتبقية لدى النظام الإيراني، حيث تريد طهران إغراق إسرائيل في “حلقة من النار”.
وقالت المجلة في تحليل نشرته الأحد، إن العنف يتصاعد في الضفة الغربية التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية، لكن العديد من الصحفيين وواضعي السياسات يفشلون في التساؤل عن السبب وراء ذلك.
وأضافت أن استطلاعاً للرأي أظهر أن حركة “فتح”، التي تهيمن على السلطة، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لا يحظيان بشعبية كبيرة.
كما خلص الاستطلاع الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية في مارس/آذار الماضي، إلى أن ما يقرب من ثلاثة أرباع المشاركين يريدون استقالة عباس.
وبحسب المجلة، فإن “عباس (86 عاماً) أصبح استبداديًا بشكل متزايد، ويسجن – بل ويعذب – الصحافيين والنقاد. وبالفعل، فقد توطدت سلطة عباس بشكل يفوق سلطة سلفه الأكثر شهرة، ياسر عرفات“.
وتابعت “ومع ذلك، فإن قبضة عباس غير مستقرة، وخصوم فتح يشقون طريقهم في مناطق رئيسية تحت سيطرة السلطة الفلسطينية”.
ونقلت “ناشيونال إنترست” في هذا الشأن عن صحفيين ومحللين فلسطينيين قولهم إن أجزاء كاملة من الضفة الغربية التي تحكمها السلطة الفلسطينية بدأت “تسقط” من قبضة عباس، موضحين أن التظاهرات المؤيدة لـ “حماس” باتت شائعة.
وأضافوا: “أدت المعارك بين العائلات والعشائر المتنافسة، وانتشار الفوضى إلى مطالبة بعض العائلات بتدخل الأردن.. وأصبحت مدن عدة مثل نابلس، وجنين، والخليل، تتأرجح على حافة الهاوية، وكانت نقاطا محورية للعمليات الإسرائيلية الأخيرة”.
وأشارت المجلة في تحليلها إلى تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد أوائل الشهر الجاري، وحذر فيها من “واقع متغير” في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت إن تراجع نفوذ السلطة الفلسطينية، وما يتناسب مع صعود المنافسين الذين ترعاهم إيران، أمران يثيران القلق، حيث تأمل طهران في أن يسيطر وكلاؤها – وبينهم حماس – على الضفة الغربية المحتلة أيضًا.
وأضافت: “إذا سيطر وكلاء إيران على الضفة الغربية، فستكون طهران في وضع أفضل لتحقيق طموحها المعلن؛ أي تدمير إسرائيل”.
وحذرت المجلة من أن معاداة عباس لإيران بشكل صارم، لا ينبغي أن تؤخذ على أنها أمر مسلم به.
واختتمت “ناشيونال إنترست” بالقول: “لعب عرفات دورًا رئيسيًا في دعم الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 وحافظ على العلاقات مع النظام لعقود. وكما وثقت (كاميرا) في السنوات الأخيرة، دعا العديد من كبار مسؤولي فتح، مثل عباس زكي، إلى تجديد العلاقات مع طهران”.