أكدت صحيفة عبرية، فشل حكومة الاحتلال الإسرائيلي وأجهزتها الأمنية في منع العمليات العسكرية الفلسطينية التي تستهدف الجنود والمستوطنين الإسرائيليين.
وأوضحت “يديعوت أحرنوت” في مقالها الافتتاحي، من إعداد “ناحوم برنياع”، أن حملة “محطم الأمواج” التي يخوضها جيش الاحتلال ضد عناصر المقاومة في الضفة الغربية المحتلة والتي ما زالت مستمرة من نحو ستة أشهر، “لا نرى نهايتها”، منوها إلى أن الاسم كان متفائلا جدا”.
وذكرت أنه قتل الأربعاء، الضابط الإسرائيلي بار فلاح، في عملية إطلاق نار فلسطينية عند حاجز “الجلمة” قرب جنين، معتبرة أن ما حدث أمر “فادح ومؤسف”، منوهة إلى أن الجيش الذي من مهمته “الدفاع عن إسرائيل وجمهورها، تحول في الضفة الغربية ليصبح شرطة المستوطنات”.
وعن تفاخر الجيش بهدم شقة منفذ العملية في شارع “ديزنغوف”؛ حيث شارك 400 جندي وضابط إسرائيلي و 70 آلية ثقيلة لتنفيذ هدم تلك الشقة، نبهت “يديعوت” إلى أن “النجاعة في هدم منازل المنفذين هي موضع خلاف بين الخبراء، وهدم شقة داخل بيت يقزم الأثر أكثر فأكثر؛ لأنها تعاد أفضل مما كانت عليه في غضون أيام”.
وتساءلت: “إذا كانت مهمة الجيش الإسرائيلي حماية المستوطنين، فلماذا يتوقع رئيس الأركان أفيف كوخافي من رئيس السلطة محمود عباس أن يتجند لهذه المهمة؟”، مؤكدا أن “ترتيب العمل الثلاثي بين الجيش والمستوطنين والسلطة ليس مضمونا إلى الأبد، وفي الجيش يعرفون هذا”.
وشددت الصحيفة على أهمية القيام بمراجعة ما جرى خلال العام الماضي، قبل الاحتفال بالأعياد المقبلة، مضيفة أنه “كان يفترض لهذه أن تكون سنة الإصلاح الكبير (من قبل حكومة التغيير التي قادها نفتالي بينيت وبعده يائير لابيد) بعد سنوات من الشلل وفقدان الطريق، أحزاب من كل الطيف السياسي ارتبطت معا لإدارة حكومة تؤدي مهامها، لرأب الصدوع، لكن الإصلاح مع الأسف لم يتحقق والصدوع لم ترأب والفرصة ضاعت”.
وأشارت إلى أنه في اليوم الذي غادرت فيه عائلة بنيامين نتنياهو مقر الحكومة في القدس المحتلة، فإن “الثلوج لم تذب، والجليد لم يتشقق، والأمل الذي بعثته الكتلة السياسية التي رصت صفوفها حوله تبدد ونتنياهو لم يختفِ، وهو ورجاله واصلوا كما كانوا، في الشبكات الاجتماعية، في الإعلام والكنيست، وبقي نتنياهو يضيق على خطى بينيت ولابيد، رأساهما كانا في السحاب ولكن أقدامهما كانت مقيدة”.
وأفادت “يديعوت” بأن “حكومة التغيير” فشلت في تحقيق الإصلاح، حيث أن “آلة دعاية نتنياهو وصفت العرب كـ”طابور خامس” يسلب أموال إسرائيل ويسيطر على الحكومة، وآلة دعاية “القائمة المشتركة” وصفت منصور عباس كعميل لحكومة عنصرية، إمعة؛ أعطى كل شيء ولم يحصل على شيء؛ الشرخ احتدم فقط”.
وبينت أن الإصلاح بين مجتمع الحريديم و”الدولة” لم يتحقق، بل إنه “حصل العكس”.