بعد إعلان أوكرانيا نجاحات عسكرية جديدة وتأكيدها أنها وصلت إلى الحدود الروسية واستعادت ما يعادل سبعة أضعاف مساحة كييف في شهر واحد، رد الجيش الروسي بقصف بعض المناطق التي أعيد احتلالها.
وكان الجيش الأوكراني أعلن أولاً عن هجوم مضاد في الجنوب قبل أن يحقق تقدما خاطفا في منطقة خاركيف (شمال شرق) خلال الأسبوع الماضي.
وفي الشرق، قال الجيش الأوكراني إن “تحرير البلدات من الغزاة الروس مستمر في منطقتي خاركيف ودونيتسك”. وأكد أنه استعاد في منطقة خيرسون (جنوب) 500 كيلومتر مربع خلال أسبوعين في أول تقديرات بالأرقام لتقدمه في الجنوب.
وأكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تسجيل فيديو نشره على شبكات التواصل الاجتماعي “منذ مطلع شهر أيلول/سبتمبر حرّر جنودنا ستة آلاف كلم مربع من الأراضي في شرق أوكرانيا وجنوبها”، مؤكدا أنهم “مستمرون في التقّدم”.
ولم تكن كييف تتحدث الأحد عن أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر مربع “تم تحريرها”.
وفي مجمل الجبهة، أعلن الجيش الأوكراني ، الاثنين أنه “نجح في طرد العدو من أكثر من عشرين موقعًا” خلال 24 ساعة. واضاف أن “القوات الروسية تتخلى بسرعة عن مواقعها وتهرب”.
ومساء الإثنين نشر مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه إيرماك تسجيل فيديو يوضح فيه أن “اللواء المؤلل المنفصل الرابع عشر وصل إلى حدود منطقة خاركيف مع روسيا. هذه قرية تيرنوفا” الواقعة على بعد خمسة كيلومترات من الحدود الروسية.
ورأى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين في مؤتمر صحافي الإثنين في مكسيكو “من الواضح أننا شهدنا تقدمًا كبيرًا من جانب الأوكرانيين لا سيما في الشمال الشرقي” لكن “من السابق لأوانه معرفة إلى أين يتجه هذا بالضبط”.
واشار إلى أن “الروس ينشرون قوات كبيرة جدًا في أوكرانيا ومعدات وأسلحة وذخائر، ويواصلون استخدامها بشكل عشوائي ليس ضد القوات المسلحة الأوكرانية وحدها، بل ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية”.
في منطقة خاركيف أيضا، أعلن مكتب المدعي العام الأوكراني الإثنين أنه تم اكتشاف جثث أربعة مدنيين تحمل “آثار تعذيب” في قرية زالزنيتشني التي استعادها الجيش الأوكراني مؤخرًا من الروس. واضاف أن “التحقيق الأولي يشير إلى أن الجنود الروس قتلوا الضحايا أثناء احتلال القرية”.
واتُهمت القوات الروسية مرارًا بارتكاب انتهاكات في أوكرانيا.
وإيزيوم (شمال شرق) واحدة من المدن التي دخلها الجنود الأوكرانيين وكانت نقطة رئيسية للخدمات اللوجستية وإمدادات القوات الروس. ويمكن أن تؤثر خسارة هذه المدينة التي كانت تضم حوالى خمسين ألف نسمة قبل الحرب، على طموحات موسكو العسكرية في شرق أوكرانيا، كما يرى خبراء عسكريون.
وقال المركز الفكري الأميركي “معهد دراسة الحرب” (آي اس دبليو) إن “أوكرانيا ألحقت هزيمة عملياتية كبيرة بروسيا باستعادتها السيطرة على كل منطقة خاركيف تقريبًا (…) ، لكن الهجوم المضاد الحالي لن ينهي الحرب”.
واضاف أن “الجنود الأوكرانيين استعادوا أيضًا سيطرتهم في منطقة لوغانسك” حيث أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا، كما هو الحال في دونيتسك المجاورة، من جانب واحد “جمهورية” في 2014.
وأشارت سلطات الاحتلال في منطقة خاركيف الاثنين إلى أنها انتقلت إلى منطقة بلغورود في روسيا قرب الحدود، رسميا للمساعدة في التعامل مع تدفّق اللاجئين، حسبما أعلنت وكالات الأنباء الروسية.
وصرح ضابط اميركي كبير لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته “في منطقة خاركيف (…) تخلت القوات الروسية الى حد كبير عن مكاسبها (من الأراضي) للأوكرانيين وتراجعت. وباتجاه الشمال والشرق عادت معظم هذه القوات الى روسيا”.
وأضاف أن “الأوكرانيين ينفذون عمليات تجبر الروس على أن يقرروا في ساحة المعركة إلى أين سيوجهون مواردهم وكيف”، موضحا أنه نظرا للصعوبات التي يواجهها الروس “في الإمداد والجانب اللوجستي وكذلك القيادة (…) هذه مشكلة حلها صعب جدا”.
وقالت موسكو الاثنين إنها قصفت مناطق سيطرت عليها أوكرانيا بالقرب من خاركيف في قطاعي كوبيانسك وإيزيوم.
وأحصت هيئة الأركان العامة الأوكرانية من جانبها حوالي أربعين غارة روسية خلال اليوم “على منشآت عسكرية ومدنية أوكرانية”. وتحدثت عن أضرار في العديد من “البنى التحتية الأساسية لمدن أوكرانية سلمية” بينها خاركيف وزابوريجيا وسلوفيانسك وكراماتورسك.
وأكد الكرملين أن الهجوم الروسي الذي بدأ في 24 شباط/فبراير سيستمر “حتى تتحقق أهدافه”، مشيرا إلى أنه “لا آفاق للمفاوضات حاليا” بين موسكو وكييف.
واعترف دينيس بوشلين، أحد القادة الانفصاليين الرئيسيين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا الإثنين بالوضع “الصعب” على الجبهة الشرقية لكنه أكد أن القوات الروسية “صامدة”.
في الوقت نفسه أدى قصف أوكراني على نقطة الحدود الروسية لوغاتشيفكا إلى مقتل شخص على الأقل وإصابة أربعة، بحسب الحاكم الروسي لمنطقة بيلغورود.