أورد موقع “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، تقريراً عن الجنرال هرتسي هليفي، الذي اختير رسمياً، الأحد، لمنصب رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال، متغلباً على خصمه الجنرال أيال زمير.
وبحسب محرر الشؤون العسكرية والأمنية في “يديعوت أحرونوت” رون بن يشاي، فإن اختيار هليفي جاء لكونه يؤمن بعقيدة ربط وبناء قوة قتالية متعددة الأبعاد بالوقت نفسه.
وبحسب الموقع، فإن هذه العقيدة بدأ تطبيقها في عهد بني غانتس، ثم غادي أيزنكوت، وقامت أساساً على إلغاء العمل المنفرد لأذرع ومكونات الجيش الإسرائيلي، وربطها كلها في منظومة عمل متداخلة وبأعلى درجات التنسيق، دون الفصل بين مهام أي منها.
ولفت بن يشاي إلى أن من يريد معرفة العقيدة العسكرية لهليفي عليه أن يطالع دراسة نشرها الأخير قبل عامين في المجلة المهنية للجيش “بين هكتافيم” (بين الأقطاب)، تحت عنوان “الدفاع متعدد الأبعاد”.
وفي المقال المذكور شرح هليفي أنه ينبغي في مواجهة “جيوش الإرهاب”، الاهتمام على نحو خاص بالبعد الدفاعي، ذلك أن أهمية المعارك الدفاعية ازدادت في ظل حقيقة أن “المكاسب الهجومية للعدو في أراضينا، والتي يتم استغلالها في كي الوعي، تقزّم إنجازاتنا الهجومية”.
وتعبير “جيوش الإرهاب”، هو التعبير الذي باتت دولة الاحتلال تستخدمه في خطابها السياسي والدبلوماسي في العامين الأخيرين للإشارة لتنظيمات المقاومة، في محاولة منها لنزع أي أجندة تحرير أو مقاومة عن هذه الفصائل والتنظيمات.
وبحسب بن يشاي، فإن نظرية هرتسي هليفي تدعو إلى تعزيز الدفاع في الجو والبحر والبر، فوق الأرض وتحت الأرض، كي “نطلق هجومنا، ليس لاضطرارنا لذلك ودفعنا للهجوم تحت ضغط أو رداً على (جيوش الإرهاب) والإيرانيين، وإنما نشن هجومنا وفق التوقيت الذي نختاره وبالشكل الذي يفاجئ العدو”.
تعزيز الدفاع في مواجهة “حزب الله”
ويكشف بن يشاي أن المهمة الرئيسة التي سيكون على رئيس الأركان الجديد القيام بها هي إعداد الجيش الإسرائيلي للحرب المقبلة ضد “حزب الله”، والأكثر دقة القول هو ضمان وجود توازن صحيح بين الضربات التي ستنزل بعناصر “حزب الله” وسرعة ودرجة القوة والفتك الملازمة للمناورة البرية من كل الاتجاهات، التي ستنفذها القوات البرية.
لذلك فإن التحدي الذي يواجه هرتسي هليفي هو تجهيز القوات البرية وقوات المدرعات والمدفعية لوضعٍ يمكنها فيه تحقيق حسم واضح وسريع على الأرض، لتقليل الفترة الزمنية التي تكون فيها الجبهة الداخلية الإسرائيلية تحت القصف الصاروخي، وذلك بموازاة محاولة منع وإحباط أي إنجاز عسكري لـ”حزب الله”، بما في ذلك محاولته اختراق الحدود الإسرائيلية واجتيازها.
تحديات حماية المستوطنين في الضفة الغربية
حرب وراثة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والتصعيد المتعاظم في الضفة الغربية في ظل عدم قدرة إسرائيل على احتواء ما يحدث فيها، خلافاً لقطاع غزة، يجعلان الضفة الغربية تحدياً خطيراً سيضطر هليفي لمواجهته، خصوصاً مع تحول الضفة إلى “بركان متململ” من شأنه أن ينفجر في أي لحظة، وهو ما سيضع هليفي أمام مهمة ضمان الأمن داخل إسرائيل والدفاع عنها، وتأمين حياة المستوطنين الذين يعيشون في مستوطنات داخل الضفة الغربية المحتلة.
إيران.. الأولوية الثالثة
يضع بن يشاي الملف الإيراني ككل في المرتبة الثالثة من حيث أولويات رئيس الأركان الجديد، على الرغم من أن إسرائيل وساستها يبرزون الملف الإيراني باعتباره “تهديداً وجودياً”.
وبحسب بن يشاي، سيكون هليفي هو الذي سيقرر ويختار أياً من الخيارات العسكرية الهجومية التي سيعرضها الجيش أمام المستوى السياسي، وهو الذي سيحدد شكل هذا الخيار، وأي الأذرع التي ستكون ضالعة في تنفيذه، في حال قررت إيران، خلال ولايته، الاتجاه نحو بناء سلاح نووي.
كما سيترتب عليه تأمين وبناء تعاون إقليمي، تحت قيادة المنطقة الوسطى للجيش الأميركي، لتعزيز حماية إسرائيل وأمنها ودول المنطقة ضد نشاطات وعمليات الحرس الثوري الإيراني ووكلاء إيران في المنطقة، سعياً لتحقيق العقيدة الأمنية بإتاحة التوقيت المناسب لإسرائيل لشن هجومها في الوقت الذي تختاره هي، ولا تكون مضطرة للعمل وفق ما يفرضه الطرف الإيراني عليها.
وأخيراً، سيكون على هليفي، بحسب بن يشاي، استعادة ثقة الجمهور والساسة الإسرائيليين بقدرات الأذرع البرية للجيش الإسرائيلي.