كتب: مصطفى إبراهيم
في الوقت الذي تنشط فيه الساحة الحزبية الإسرائيلية استعداداً لانتخابات الكنيست المزمع عقدها في الأول من تشرين ثاني/نوفمبر المقبل، وعقد التحالفات وتشكيل المعسكرات، التي لم تغير في المشهد السياسي الإسرائيلي.
والمؤشرات باستمرار الأزمة السياسية، وغياب التفاؤل بأحداث استقرار سياسي.
تستمر دولة الاحتلال في سياساتها العدوانية ضد الفلسطينيين، خاصة في الضفة الغربية المحتلة، والاقتحامات اليومية لقوات الاحتلال في المخيمات والقرى الفلسطينية وتنفيذ الاعتقالات الجماعية اليومية وهدم البيوت، وتجريم منظمات حقوق الانسان واقتحامها، واستباحة مدن الضفة، وعمليات القتل والاغتيالات، وزيادة عدد الشهداء. إضافةً إلى جرائم المستوطنين ضد الفلسطينيين والاستيلاء على الأراضي وطرد السكان، وقربة مسافر يطا نموذج لسياسة التهجير القسري والفصل العنصري.
خلال الأيام الماضية نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية وبشكل لافت، لا يخلو من التحريض، تقارير لمراسلين عسكريين وأمنيين، استناداً لمعلومات جهاز الأمن العام (الشاباك) وكبار الضباط في الجيش الإسرائيلي، أن هناك جيل جديد من الشباب الفلسطيني لا يهاب الاحتلال ويقدم تقليد عمليات إطلاق نار، فيما يتحول منفذو عمليات في مواقع التواصل الاجتماعي إلى أبطال ورموز وطنية جديدة.
ووفقاً لما ذكرته تلك التقارير، الزيادة الملحوظة في عمليات إطلاق النار ضد مركبات جيش الاحتلال والمستوطنين، واتساع ظاهرة الانضمام لهذه العمليات من قبل شبان فلسطينيين وجرأتهم.
وحسب تلك التقارير فإن شمال الضفة، تشكل تحديا مركزيا هدفه عزل هذه المنطقة وعدم تسرب العمليات فيها إلى مناطق أخرى. في الضفة.
وأن الاتجاهات الآخذة بالتطور في المخيمات ومدن شمال الضفة تُذكّر بأن الصراع القومي لن يختفي في المستقبل، وأنه لن يُحلّ بواسطة قضايا اقتصادية فقط. وحجم الأحداث الميدانية لا يزال ليس كبيرا، لكن احتمالات التصعيد التي ترافقها تتزايد، عشية الأعياد اليهودية القريبة.
وعلى الرغم من طريقة تناول تلك التقارير بتصاعد المقاومة المسلحة في الضفة الغربية، التي اتخذت طابع التحريض، وأنها تنطلق من حالة إحباط.
العمليات الفدائية التي تتصاعد وينفذها شباب فلسطيني مؤمن بقضيته وعدالتها، في مواجهة السياسات العدوانية الإسرائيلية، وبرغم تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية العدوانية، وشن عملية عسكرية تحت اسم “كاسر الأمواج”، والتي بدأ بتنفيذها منذ عدة أشهر رداً على تنفيذ عدد من الشباب الفلسطيني عمليات فدائية فردية.
ومع ذلك لم تفلح قوات الاحتلال بوقف وتيرة العمل الفلسطيني المقاوم الآخذ في التصاعد.