قضية واحدة تشغل بال المؤسسة العسكرية في اسرائيل حاليا أكثر من الاتفاق النووي مع ايران بل واكثر من تهديدات حزب الله،وهي تنامي المقاومة المسلحة في الضفة الغربية، حسب تقرير صحيفة “يديعوت احرنوت”.
وكتب المحلل العسكري في الصحيفة “رون بن يشاي” مقالا قال فيه “ان ما يحصل في الضفة من تصاعد عمليات اطلاق النار ضد اهداف اسرائيلية يمكن ان تتوسع لانتفاضة تبدأ شرارتها بحادث عرضي في المسجد الاقصى.
وقال مسؤول أمني اسرائيلي يتابع عن كثب ما يحدث في جميع ساحات القتال للجيش الإسرائيلي “على المؤسسة الأمنية الآن الاستعداد لمثل هذا التطور ومحاولة منعه”.
ويقدر بن يشاي “أنه إذا تم إشعال المسجد الاقصى، فقد يؤدي ذلك إلى أعمال شغب جماعية واستخدام الأسلحة النارية، والتي تتوفر اليوم في الضفة الغربية أكثر من أي وقت مضى”.
وتقدر أجهزة المخابرات الاسرائيلية ان مطلقي النار في الضفة الغربية باتجاه اهداف اسرائيلية هم في الأساس من الشباب غير المهرة الذين لا ينتمون إلى إي تنظيم فلسطيني”.
ووفقا للمقال فان هؤلا الشبان الغاضبين معظمهم في العشرينات من العمر، أولئك الذين لم يشهدوا أحداث الانتفاضة الثانية والمعاناة التي لحقت بالفلسطينيين والإسرائيليين في ذلك الوقت.. وايضا هؤلاء الشبان يعبرون عن احباط وغضب تراكم بسبب فقدان الثقة في قيادة السلطة الفلسطينية.
ظاهرة أخرى تدل على تنامي العمليات في الضفة، تتمثل في المقاومة المسلحة التي يواجهها جيش الاحتلال خلال اقتحاماته الليلية للمدن الفلسطينية. ويضيف المحلل العسكري ” لم يكن هذا هو الحال في الماضي ، فحتى قبل نحو عامين كانت الاعتقالات تتم عادة دون استخدام الرصاص من قبل الفلسطينيين أو من قبل الجيش الإسرائيلي. .الآن ، قسم كبير من اقتحامات الجيش يُواجه بمقاومة مسلحة من قبل الشبان، إضافة إلى إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة بالطبع.
بعد موجة العمليات التي بلغت ذروتها في آذار (مارس) الماضي من هذا العام وتلاشت في أيار (مايو) ، لم تتمكن حماس والجهاد الإسلامي من تنفيذ هجمات بمبادرتهما. وكان آخر هجوم أعلنت حماس مسؤوليتها عنه قتل حارس مستوطنة أريئيل
ويقول المحلل العسكري ان عملية الجيش والشاباك المسماه “كسر الامواج” ضد الشبان في الضفة ناجحة حتى الان في منع حماس والجهاد من تنفيذ عمليات. لكن الجيش يجد صعوبة حتى الان في منع عمليات إطلاق النار وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقةو إذا استمر الاتجاه وفشلنا في إيقافه ، تقول المؤسسة العسكرية الاسرائيلية أننا قد نواجه انتفاضة شعبية”.
لكن الشاباك يقدر أن التحريض ومحاولات تنفيذ عمليات من جانب حماس مستمرة حيث ان حماس تريد الاستمرار في تاجيج الضفة الغربية دون غزة بهدف اضعاف السلطة الفلسطينية .وفقا للمحلل العسكري.
ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن السبب الرئيسي للمقاومة المسلحة في الضفة ليس فعل حماس والسلطة الفلسطينية ، بل هو ظاهرة حقيقية للشباب المحبطين الذين سئموا ببساطة الوضع الحالي الذي لا أمل فيه وهؤلاء الشباب الغاضبين يحصلون على السلاح بسهولة ويبحثون عن اي فرصة لاستخدامه .
تجدر الإشارة حسب المقال الاسرائيلي إلى أن الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية ، أفضل مما هو عليه في معظم البلدان العربية – وبالتأكيد أفضل مما هو عليه في غزة. لذا فإن الدافع وراء إحباط الشباب في الضفة الغربية ليس اقتصاديًا ، بل هو غضب قومي متراكم يبحث عن منفذ.
كذالك تطرق المحلل العسكري الى الصراعات داخل ابناء فتح والذين يحاولون اشعال الاوضاع كجزء من صراع الخلافة في اليوم التالي الذي يغادر فيه أبو مازن أو يتوقف عن قيادة السلطة الفلسطينية.
واضاف بن يشاب” إن صراعات الخلافة هذه تضعف السلطة الفلسطينية وقدرتها على حكم الضفة الغربية التي ازدهرت فيها تجارة السلاح وصناعته. ولم تعد الاجهزة الامنية الفلسطينية في الضفة تحاول إحباط اي محاولة لتنفيذ عمليات ، إلا في الحالات التي يكون فيها خطر حقيقي على أبو مازن أو كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية.”
ووفقا للتحليل الاسرائيلي فقد بدأت بالفعل معارك الخلافة على رئاسة السلطة وحالياً يظهر حسين الشيخ كخليفة يثق به أبو مازن ويمنحه سلطات ، الأمر الذي ربما يثير الكثير من القلق والاستياء بين خلفاء محتملين آخرين ، مثل رئيس المخابرات الفلسطينية. ماجد فرج وتوفيق الطيراوي وشخصيات أخرى تعتبر نفسها خليفة محتملة لمحمود عباس”.
عامل آخر يرافق المقاومة المسلحة في الضفة، هو توافر الأسلحة. “بندقية اليوم هي حجر الامس” ، وقال مسؤول امني اسرائيلي “الأسلحة ، خاصة البنادق والمسدسات ، يتم تهريبها من الأردن ولبنان أو سرقتها من معسكرات الجيش الإسرائيلي. أسعارها مرتفعة للغاية ، ويمكن لمجموعة من الشباب الراغبين في الحصول عليها الحصول على كارلو محلي الصنع والدليل على ذلك هو حوادث إطلاق النار التي تتزايد في شوارع الضفة و خاصة في الليل”.
ويختم المحلل العسكري ان اي حدث حتى لو كان ضغيرا في المسجد الاقصى قد يكون الشرارة التي تشعل المنطقة ووهذا هو السبب في أن كبار المسؤولين الامنيين في اسرائيل يقترحون في مناقشات مغلقة أن تعمل الحكومة على الفور ، حتى قبل اندلاع الحرب ، لتسوية قضية الوضع الراهن في الاقصى بالتعاون مع الأردن والسعودية والوقف والسلطة الفلسطينية ، وربما مصر كذلك.