أفادت وكالة “رويترز” للأنباء نقلا عن مصدر استخباراتي إقليمي، بأن “إسرائيل بدأت قصف البنية التحتية التي تستخدمها إيران لإمدادات الذخيرة إلى لبنان”؛ وذلك في أعقاب العدوان الإسرائيلي الأخير على سورية والذي استهدف عدة مواقع في محيط مطار حلب الدولي، وأخرى في محيط العاصمة دمشق وريفها.
وأضافت أن “القصف الإسرائيلي على مطار دمشق استهدف منع وصول طائرة شحن إيرانية”.
وحسب ما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” على موقعها الإلكتروني، اليوم الجمعة، فإن روسيا طالبت الميليشيات الإيرانية بمغادرة مواقع عسكرية مهمة غرب حماة وقرب مدينة طرطوس وسط وغرب سورية، لتفادي القصف الجوي الإسرائيلي.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من نظام الأسد، أنه “خلال اجتماع ضم 3 ضباط روس ونظراء لهم إيرانيين، أبلغ الضباط الروس الجانب الإيراني بضرورة إخلاء مقرات عسكرية إيرانية قريبة من موقع الفوج (49) التابع لقوات النظام، والذي يعتبر من أهم المواقع العسكرية (دفاع جوي) في غرب حماة لاحتوائه على طراز (إس 200) ومعدات عسكرية أخرى روسية الصنع، وإخلاء موقع عسكري إيراني ثان في منطقة الحميدية جنوب محافظة طرطوس، لتفادي إعطاء الإسرائيليين ذريعة لمواصلة القصف مع بقاء الوجود الإيراني في هذا الجزء المهم من سورية”.
وتعرضت مناطق مختلفة في سورية لغارات وهجمات صاروخية إسرائيلية متواصلة، في الآونة الأخيرة، وذلك في محاولة لمنع تموضع إيران في الأراضي السورية؛ من دون رد إيراني أو الميليشيات الموالية لها.
وأوردت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية اليوم، الجمعة، أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، فرض حظرا على الإيرانيين منذ 3 سنوات من أن يشنوا هجمات ضد إسرائيل من سورية، بادعاء “تقليص الاحتكاك مع إسرائيل”.
وأشار الصحيفة إلى أن الحرس الثوري الإيراني جند ميلشيات موالية له ودفعها إلى العمل في الجزء غير المحتل في هضبة الجولان، في العامين 2018 و2019، بحيث تكون مهمة هذه الميليشيات إطلاق طائرات من دون طيار وطائرات مسيرة وقذائف صاروخية باتجاه إسرائيل.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد بيّنت، الأسبوع الماضي، أن الأسد منع الإيرانيين منذ سنة من شن هجمات ضد إسرائيل، ردا على غارات الأخيرة والتي طالت أهدافا لقوات النظام وقتلت خلالها عددا من جنوده.
ومما يذكر أن إسرائيل نفذت هجومين أول من أمس الأربعاء، إذ استهدف الأول مطار حلب وألحق أضرارا بالغة فيه، وبعد ساعة استهدفت مطار دمشق.
وأكدت وزارة خارجية النظام السوري، أمس الخميس، أن مطار حلب التجاري الدولي خرج عن الخدمة بسبب استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمهبط المطار الذي أدى إلى تسجيل أضرار جسيمة فيه، فيما تضرر مطار دمشق بشكل جزئي.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإنه “قتل عنصر عسكري متأثرا بجروحه التي أصيب بها نتيجة القصف بصاروخين إسرائيليين على مناطق عسكرية لقوات النظام” تتواجد فيها قوات حزب الله اللبناني في ريف دمشق الجنوبي الشرقي. وأضاف أنه “أصيب 3 آخرين جميعهم من جنسيات غير معروفة حتى اللحظة، فيما تمكنت الدفاعات الجوية التابعة للنظام من إسقاط صاروخ واحد قبل وصوله الهدف”.
ونقلت وكالة “تسنيم الإيرانية الإخبارية الخاصة عن “مصادر ميدانية”، أن “طائرة هبطت قبيل الساعة الثامنة من مساء الأربعاء في مطار حلب الدولي”، ثم استهدف طيران الاحتلال الإسرائيلي مدرج المطار “كرد فعل وتصرف انفعالي”.
وأضافت الوكالة أن الطائرة التي لم تفصح عن هدفها وحمولتها، “كانت قد هبطت في مطار حلب قبل 10 دقائق” من استهداف المطار.
وأشارت وكالة “تسنيم” إلى أنه “بعد انتهاء القصف الصاروخي غادرت الطائرة المذكورة مطار حلب الدولي باتجاه دمشق”، ليقصف طيران الاحتلال الإسرائيلي مطار دمشق الدولي في غارة جوية ثانية، منوّهة إلى أن “الطائرة كانت قد هبطت في مطار دمشق” قبل استهدافه بدقائق.
ونقلت قنوات إسرائيلية عن “تقارير أجنبية” لم تذكر مصدرها، أن الطائرة الإيرانية عادت إلى إيران نتيجة الاستهداف الإسرائيلي في حلب ودمشق.