وجّه وزير أردني سابق رسالة قاسية قد تكون نادرة والأولى من نوعها للسلطة الوطنية الفلسطينية وتعكس في حالة أو أخرى مقدار انزعاج رسمي أردني يتجاوز ما ألمح لها الوزير الأسبق للإعلام سميح المعايطة تحت عنوان ما حصل مؤخرا بخصوص تسيير رحلات للفلسطينيين جوا عبر مطار رامون الاسرائيلي.
نشر الوزير الأسبق سميح المعايطة بوضوح بخصوص تغريدة المح فيها الى ان السلطة تقدم خدمات لإسرائيل على حساب الاردن ثم قال “تريدوننا وقت الازمات فقط” وتحدث المعايطة عن تسيير رحلات عبر مطار رامون باعتباره خطوة لصالح إسرائيل.
والإيحاء هنا واضح بأن تلك الخطوة على حساب مطار عمان الدولي فيما كانت صحف أردنية محلية ولأول مرة تنقل عن خبراء القول بأن تسيير رحلات للفلسطينيين عبر مطار رامون حصرا يتسبب بمخاسر اقتصادية لمطارات الأردن ووكلائه السياحية.
طبعا لم تعلق الحكومة الأردنية رسميا على هذا الاجراء الاسرائيلي لكن الاشتباه بالنسبة للجانب الأردني قوي الان بان الجهات المختصة في سلطة رام الله رفضت علنا الاجراء الاسرائيلي ودعمته في الباطن وتلك رواية بدأت راي اليوم تسمعها من مسؤولين أردنيين في قطاع النقل.
ويبدو هنا بأن رواية رسمية فلسطينية غير دقيقة أو لا تعكس الواقع قيلت للحكومة الأردنية فقد تنصلت السلطة من هذا الاجراء وأعلنت أنها لا توافق عليه لكن السفارة الاردنية في رام الله رصدت مبكرا صدور تراخيص من هيئة النقل الفلسطينية تسمح لمكاتب في الضفة الغربية بتسجيل مسافرين عبر مطار رامون.
وفوجئت عمان تماما صباح الاثنين بأن رحلة حقيقية انطلقت الى قبرص من مطار رامون وفيها عشرات المسافرين من مدن طول كرم والخليل وغيرهما، الأمر الذي استفز عمان كما أنه يؤثر سلبا على فكرة السيطرة سياديا على الجسور والمعابر بين الضفتين.
الوزير المعني بملف النقل الفلسطيني كان قد أبلغ الأردن بان المسافرين ليسوا من ابناء ورعايا الضفة الغربية وبأن السلطة لن توافق على الإجراء وأن ما أبلغت به الاسرائيليين هو الرغبة في تشغيل مطار قلنديا بدلا من رامون البعيد لنقل الركاب في رحلات داخلية إلى عمان.
ولكن تبيّن بأن سردية النقل الفلسطينية أقرب إلى إبرة تخدير فالواقع يخالفها والسلطات الاردنية على قناعة بأن السلطة كانت تستطيع منع ابناء الضفة الغربية من السفر عبر رامون عبر حجب تراخيص تسيير هذه الرحلات من المدن التابعة للسلطة.
عملية رامون كشفت عن وجود خلافات مع السلطة وعن ارتياب بسيناريو ما له علاقة برامون تحديدا الذي يشتكي الأردن على نطاق عملياته الجوية كما كشفت عن عملية اختطاف واضحة الملامح لعشرات الالاف من المسافرين الفلسطينيين من طبقة الترانزيت والذين كانت رحلاتهم الوحيدة الى قبرص وتركيا ثم الى بقية دول العالم عبر مطار عمان حصرا.
والخشية كبيرة هنا من أن يكون هدف إسرائيل الذي تواطأت معه جهات بالسلطة على الأرجح هو التأثير على دور المعابر والجسور الحيوي ومنح المزيد من تسهيلات المغادرة السهلة لأبناء الضفة الغربية وإن كانت الذريعة والحجة هي فقط الازدحام الذي حصل الشهر الماضي بالعطلة الصيفية على جسور ومعابر الأغوار.