تحدث الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” في الخارج، ومسؤول ملف العلاقات الدولية عن حقيقة علاقة حركته بالولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدا أنه لا فيتو على أي اتصالات أو علاقات مع الكيانات السياسية إلا مع الاحتلال الإسرائيلي.
ومؤخرا، ترددت بعض الأخبار عن وجود اتصالات “غير معلنة” بين الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة جو بايدن، وبين حركة “حماس”.
وللوقوف على حقيقة تلك الاتصالات بين حماس والإدارة الأمريكية الحالية، أكد أبو مرزوق أنه “جرى العديد من الاتصالات مع شخصيات أمريكية مقرّبة من صُناع القرار أو كانوا في مواقع رسمية، بعد أن يأخذوا إذنا من الجهات الرسمية قبل لقاء الحركة”.
ولفت في تصريح خاص لـ”عربي21″ إلى أن قيادة “حماس” وصلتها “عدة طلبات أمريكية لعقد لقاءات رسمية مع الحركة، وآخرها من جاريد كوشنير، عبر أكثر من وسيط، ورفضنا اللقاء لأننا لا نريد كسر الموقف الفلسطيني الموحد الرافض للإدارة الأمريكية آنذاك، ولأننا نعلم أنه يعمل على مشروع تصفية للقضية الفلسطينية، وذلك لحملهم مشروع إقامة الدولة الفلسطينية في قطاع غزة”.
وأكد أبو مرزوق أن “الولايات المتحدة، هي شريك في الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، وهي حليف استراتيجي للعدو، وتمده بالسلاح والمال والغطاء السياسي وكل سبل الحياة وتتشدق بأنه الديمقراطية الوحيدة في المنطقة”.
وتابع أن الولايات المتحدة “هي من وأدت الديمقراطية الفلسطينية، وحاربت نتائج الانتخابات العامة التي فازت بها حماس عام 2006، وأطلقت شروط الرباعية الدولية ووضعتها على رقبة أي حكومة تشكلها حماس أو تكون جزءا منها”.
ونبه أبو مرزوق أن “حماس تتعرض لملاحقة مستمرة من الولايات المتحدة”، كاشفا أن “السفارات الأمريكية في البلدان، تعمل على متابعة أنشطة الحركة، وملاحقتها، وتُرهّب الدول والمنظمات والأفراد من العمل مع الحركة أو مساعدتها”.
ولفت إلى أن “الولايات المتحدة، تمارس الضغوط على كل من يتفهم موقف الحركة، أو يدعم مشروع المقاومة سواء بالسلاح أو حتى مجرد تصريحات إعلامية، وهذا بلا شك، شكّل تحديًا كبيرًا لنا”.
ومع هذا الواقع الذي تعيشه “حماس” من قبل واشنطن، ذكر المسؤول الرفيع بحركة حماس أن “سياسة الحركة الانفتاح على الجميع، ونعمل وفق الممكن في العمل السياسي، ولا نضع فيتو على أي اتصالات أو علاقة مع الكيانات السياسية إلا الكيان الصهيوني”.
وأفاد أبو مرزوق أن “حماس، هي من قامت بالاتصال الأول مع الولايات المتحدة الأمريكية عام 1993 في السفارة الأمريكية بعمان، لأجل الضغط على الاحتلال لإنهاء أزمة مبعدي مرج الزهور، ثم وضعتنا لاحقا على قوائم الإرهاب، فانعدمت الاتصالات السياسية”.
وفي نهاية حديثه، بين مسؤول ملف العلاقات الدولية في “حماس”، أن “العلاقة مع الأمريكان في كل الأحوال، هو السياق السياسي في وقته ولا يوجد فيتو في مبدأ العلاقة”.