بقلم: سلطان حميد الجسمي
لدولة الإمارات مواقف نبيلة وتاريخ كبير زاخر بالمواقف الإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، وذلك طوال العقود الماضية، وقد بنى هذا الجسر الإنساني القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان حريصاً على أن يعيش الشعب الفلسطيني حياة كريمة ومستقرة بعيدة عن أصوات النيران والقتل والتشريد، وكانت القضية الفلسطينية في مقدمة أولوياته، فقد جعل من دولة الإمارات سنداً وعوناً لفلسطين وشعبها، ولا ينسى الفلسطينيون ما قاله الشيخ زايد، رحمه الله: «إن قضية فلسطين هي قضية العرب أجمعين، وهي أمانة مقدسة في أعناقهم. إن إيماننا بقضية فلسطين بعض من إيماننا بعروبتنا تاريخاً ونشأة وكياناً». واليوم، يكمل مسيرة الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله؛ حيث يمضي في هذا العطاء للشعب الفلسطيني، ويحرص كل الحرص أن يعيش الفلسطينيون في استقرار وسلام.
مؤخرا، للأسف، تعرض الشعب الفلسطيني، خصوصاً في قطاع غزة، لمحنة جديدة عبر قصف إسرائيلي راح ضحيته أبرياء من النساء والأطفال والمدنيين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يحلمون بأرض تنتشر في ربوعها الاستقرار والسلام والحب والتنمية، ولا يطالبون إلا بحقوقهم الرئيسية التي هي حق أصيل لكل إنسان بأن يعيش حياة كريمة في هذه الأرض، وقد دعت دولة الإمارات إلى ضرورة عودة الهدوء إلى قطاع غزة وخفض التصعيد والحفاظ على أرواح المدنيين، وقد طالبت بعقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن لمناقشة التطورات الجارية وبحث سبل دفع الجهود الدولية لتحقيق السلام الشامل والعادل، وهذه المواقف النبيلة ليست بجديدة على حكومة السلام، حكومة دولة الإمارات، فالشعب الفلسطيني الحر يقدر هذه المواقف النبيلة خير تقدير.
ودولة الإمارات حريصة كل الحرص على تقديم يد العون والمساعدة للشعب الفلسطيني، انطلاقاً من أواصر الأخوة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين، وفي يوليو 2022 قدمت دولة الإمارات 25 مليون دولار للقطاع الصحي الفلسطيني، في تبرع سخي من القيادة الرشيدة لدولة الإمارات لبناء المستشفيات ودعم القطاع الصحي، وقد أشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالمكرمة الإماراتية على هامش زيارته لمستشفى فيكتوريا في القدس الشرقية.
إن دولة الإمارات اليوم تتمتع بثقة قادة الدول والمجتمع الدولي بكامله لوقوفها الدائم مع الشعب الفلسطيني في حقوقه المشروعة، وجهودها في تقديم الدعم له بكل ما أوتيت من إمكانات، وقد قدمت دولة الإمارات ملايين الدولارات كمساعدات إنسانية وخيرية للشعب الفلسطيني بجميع أشكالها سواء غذائية أو دوائية أو تنموية، وشهدت الأراضي الفلسطينية دعماً سخياً من دولة الإمارات تمثل في بناء المدن وإعادة بناء المساكن التي تم تدميرها، ومنها مدينة زايد التي تضم 736 وحدة سكنية يسكنها أكثر من 25 ألف فلسطيني، وهي مجهزة بكل المرافق من مساجد وأسواق ومناطق ترفيهية، وتؤوي أبناء الشهداء من الشعب الفلسطيني، وقد كلف المشروع أكثر من 277 مليون دولار، إضافة إلى غيرها من الضواحي التي تحمل اسم زايد الخير في فلسطين، والتي تؤوي الآلاف من الفلسطينيين منذ سنوات. وتواصل دولة الإمارات مد هذه الجسور الخيرية بشكل مستمر، وتعمل على وصول التبرعات والمساعدات إلى الشعب الفلسطيني دون انقطاع طوال العقود الماضية، يداً بيد مع منظمات المجتمع الدولي والأمم المتحدة، والموجهة إلى كافة الشرائح من الفلسطينيين، سواء المتواجدين في فلسطين، أو اللاجئين الذين شردتهم الحرب من ديارهم، أو المغتربين الذين لجأوا إلى دولة الإمارات لكي يستقروا فيها ويحققوا أحلامهم كغيرهم من المقيمين على أرضها الطيبة.