عقدّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مؤتمرًا صحفيًا مع المستشار الألماني أولاف شولتز، وذلك في مقر المستشارية الألمانية بالعاصمة برلين.
وقال الرئيس السيسي، إن أزمة الطاقة أزمة عالمية كاشفة، وليست فقط في توفر إمدادات الطاقة، ولكن أيضًا في تكلفة هذه الإمدادات، وهذا ما يؤثر بشكل مباشر على الأسعار على الدول وكذلك مصر.
وأطلع السيسي المستشار الألماني على عدد من الملفات التي تمس الاستقرار والأمن في المنطقة والإقليم، واتفقا على بذل الجهود وتسوية الأزمات ورفع التوتر من المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وليبيا واليمن وسوريا، وأيضًا مواجهة الإرهاب.
وأضاف السيسي أن “ما يتطلب لمواجهة التحديات هو التنسيق والتعاون بين كل دول العالم”، متابعًا: “تحدثنا أنا والمستشار الألماني في مؤتمر جدة عن موضوع الطاقة، ووقعنا اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي بشأن استعداد مصر لتقدم ما لديها من تسهيلات ليصل الغاز من شرق المتوسط إلى أوروبا لتخفيف آثار الأزمة”.
وتابع السيسي: “مصر كانت منتبهة في الوقت الذي لم توجد به أزمة، وأنشأت منتدى شرق غاز المتوسط بالقاهرة، وكان يهدف لتعظيم وتركيز مصادر الطاقة في شرق المتوسط، ويتم الاستفادة من التسهيلات والإمكانيات الموجودة بمصر حتى تصل الطاقة والغاز إلى مستهلكيه”.
وأكد السيسي أنه أطلع المستشار الألماني أولاف شولتز، على آخر تطورات قضية سد النهضة، مؤكدًا استمرار مصر في سعيها لإيجاد حل عادل يراعي متطلبات مصر من خلال التوصل إلى اتفاق ملزم لملء وتشغيل السد.
وأردف: “حديثي مع المستشار الألماني، هو أن التحديات الموجودة في مجال الطاقة تتطلب منا أيضًا أن نتعاون حتى نخفف من آثار الأزمة، وبالنسبة لنا في مصر، فالوزراء المعنيين مستعدين مع الاتحاد الأوروبي والأصدقاء في ألمانيا لمزيد من التباحث في هذا الأمر”.
وقال السيسي، أنه أجري مباحثات مثمرة وبناء مع المستشار الألماني في إطار الحرص على التشاور والتنسيق لتعزيز العلاقات على الصعيد الثنائي، والتنسيق لمواجهة التحديات التي يشهدها العالم.
وأضاف ، خلال المؤتمر الصحفي: “العلاقات المصرية الألمانية شهدت نقلة نوعية حقيقية على كل الأصعدة”.
وأكد، أن مصر ملتزمة بالمضي قدما بكل قوة على طريق تعزيز الشراكة بين البلدين، خاصة مع احتفالنا خلال العام الجاري على مرور 70 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية المصرية الألمانية.
وقال السيسي، إنه حرص على إطلاع المستشار الألماني على التطورات في ملف حقوق الإنسان في إطار المقاربة الشاملة التي تتبنها الدولة المصرية في هذا الصدد، انطلاقا من أن حق الإنسان في الحياة الكريمة والتنمية، وفى مجتمع يتمتع بكافة الحقوق السياسية الواردة في الدستور المصري، والتي تلتزم الدولة بصونها وحمايتها.
وأضاف: “كان على رأس الاستراتيجية لحقوق الإنسان خطوات تنفيذية وآليات للتقييم والمتابعة بمشاركة المجتمع المدني، فضلا عن إطلاق الحوار الوطني وإنهاء حالة الطوارئ في مصر.
وأختتم كلمته: “اشكركم مجددًا على حسن الاستقبال والمباحثات المثمرة والبناء، واتطلع في استقبالكم بالقاهرة في القريب ضيفا عزيزا كريما على مصر لنستمر في الصداقة والشراكة بين البلدين”.
من جانبه، قال المستشار الألماني، أولاف شولتز، إن على الجميع العمل على تسريع وتيرة العمل المشترك قبل مؤتمر المناخ المقبل في شرم الشيخ COP 27، وتم الاتفاق داخل الاتحاد الأوروبي على مسار واضح لإنجاح المؤتمر، “يجب أن نسعى حثيثا للعمل على ما تمخضت عنه اتفاقية باريس لتقليل الانبعاثات الكربونية والاتجاه للتحول الأخضر”.
وأضاف شولتز، خلال المؤتمر الصحفي، أن مصر تلعب دورا محوريا ومهما في مسألة تثبيت الأوضاع في غزة على سيبيل المثال، وكذلك لها دورا بارزا في تثبيت الأوضاع في ليبيا على أساس إقامة انتخابات حرة ونزيهة على الأراضي الليبية.
وتابع شولتس: “العلاقات التاريخية بين مصر وألمانيا تشهد في هذه السنة الاحتفال بمرور 70 عاما على إقامة العلاقات بين مصر وألمانيا وهناك مجالات كثيرة للتعاون بين البلدين، والعلاقة بين البلدين قائمة على الاحترام والتبادل المشترك، ومن بين أوجه التعاون، المدرسة الألمانية في مصر والطلاب المصريين الذين يدرسون في الجامعات الألمانية وكذلك الاستثمارات الألمانية في مصر”.