شارك عشرات المواطنين وأهالي الاسرى، الاربعاء، في اعتصام أمام مكتب الصليب الاحمر في الخليل، ضد سياسة الاهمال الطبي التي ينتهجها الاحتلال الاسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين، والتي أودت بحياة الاسيرة المسنة الحاجة سعدية فرج الله (68 عاما)، مطلع هذا الاسبوع.
وشارك في الوقفة التي نظمت بدعوة من نادي الاسير الفلسطيني وهيئة شؤون الاسرى، بالتعاون مع القوى الوطنية ولجنة أهالي الاسرى، عدد من المواطنين واهالي الاسرى وممثلي القوى الوطنية والمؤسسات الرسمية والاهلية، ومدير الدائرة السياسية في محافظة الخليل قيس دعنا ومنقذ ابو عطوان مدير مديرية هيئة شؤون الاسرى شمال الخليل ووزارة الاوقاف وهيئة التوجيه السياسي ولجان المرأة في اقاليم حركة فتح وحركة فتح منطقة إذنا التنظيمية رفع خلالها المشاركون الأعلام الفلسطينية، وصور الأسرى، وصور الشهيدة فرج الله، ولافتات تندد بجرائم الاحتلال بحق ابناء شعبنا.
وطالب المشاركون خلال كلمات القيت، الصليب الاحمر والمؤسسات الدولية والانسانية بالوقوف عند مسؤولياتهم، والعمل الفوري على إطلاق سراح كافة الاسرى خاصة المرضى منهم، ووقف سياسة الاهمال الطبي المتعمدة التي ينتهجها الاحتلال بحق اسرانا البواسل، والتي كان اخر ضحاياها استشهاد الأسيرة سعدية فرج الله (68 عاما) من بلدة إذنا غرب الخليل في سجن “الدامون”، مطلع هذا الاسبوع.
وقال الناطق الاعلامي لنادي الأسير أمجد النجار، ان الاحتلال تسبب في استشهاد 230 شهيدا في سجونه من ابناء الحركة الاسيرة منذ العام 1967، نتيجة سياساته الاجرامية بحق اسرانا ومنها الاهمال الطبي المتعمد، والتي كان آخر ضحاياها الشهيدة فرج الله.
وأضاف أن ما جرى مع الشهيدة فرج الله هو نتيجة للإهمال الطبي المقصود، فقد كان واضحا لقضاة محكمة الاحتلال الوضع الصحي المتدهور للأسيرة، اثناء حضورها لقاعة المحكمة، مع ذلك لم يحركوا ساكنا ولم يقدم لها العلاج اللازم لإنقاذ حياتها.
وحذر النجار، من ارتفاع أعداد الشهداء من ابناء الحركة الاسيرة في الايام المقبلة، مشيرا الى ان استمرار صمت المجتمع الدولي على جرائم الاحتلال، وعجز مؤسساته الحقوقية والانسانية عن القيام بواجبها في ردع الاحتلال ومحاسبته،مما شجع الاحتلال على الاستمرار والتمادي في جرائمه.
وفي كلمة ابراهيم نجاجرة مدير هيئة شؤون الاسرى في مدينة الخليل أكد أن الهيئة تقدمت بطلب تضمن فتح تحقيق في ظروف وملابسات استشهاد الأسيرة فرج الله، كذلك المطالبة بتسليم جثمانها لعائلتها.
ولفت نجاجرة إلى أن جثمان الشهيدة نقل يوم أمس من معتقل “الدامون” إلى معهد الطب العدلي في أبو كبير، وبانتظار تحديد موعد للبدء بالتشريح.
وأكد متحدثون آخرون، أن الشعب الفلسطيني لن يسمح للاحتلال بالاستمرار بجرائمه والاستفراد بأسرانا، فقضية الاسرى عنوان نضالنا الوطني، وان ما يتعرضون له داخل سجون الاحتلال جريمة ضد الانسانية، وسياسة الاهمال الطبي “سياسة القتل البطيء” التي ينتهجها الاحتلال بحق اسرانا دليل على ذلك، فهي سياسة ممنهجة ومقصودة تهدف الى قتل الاسرى بشكل بطيء وغير مباشر، او ايصالهم الى اوضاع صحية سيئة تنشأ عنها امراض مزمنة يصعب علاجها.
واعتبروا ان السكوت عن تلك الجرائم مشاركة فيها، وتشجيع للاحتلال على الاستمرار في قتل ابنائنا، مطالبين المجتمع الدولي بالخروج عن صمته وعدم الكيل بمكيالين، وتطبيق قوانينه الانسانية والحقوقية على هذا الاحتلال كي يتوقف شلال الدم الفلسطيني.
وفي كلمة عائلة الشهيدة سعدية فرج الله القاها نيابة عنهم، حمّل، نمر فرج الله الاحتلال الاسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استشهاد الاسيرة فرج الله، مطالبا بفتح تحقيق دولي للوقوف على حقيقة جريمة القتل تلك، وتحميل الاحتلال مسؤولية ذلك، متمنين ان تكون الشهيدة فرج الله آخر ضحايا سياسة الاهمال الطبي المتعمد، مطالبين بالاسراع في الافراج عن جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال ومن ضمنهم جثمان الاسيرة الشهيدة فرج الله.