غيّب الموت البريطاني بيتر بروك، أسطورة المسرح وأحد أبرز مخرجي الخشبة في القرن العشرين، إذ توفي السبت عن 97 عاماً، بحسب ما أفاد مقربون منه لوكالة فرانس برس.
وتميز هذا المسرحي الكبير الذي ولد في بريطانيا وأمضى قسماً كبيراً من مسيرته الفنية في فرنسا حيث أسس مسرح “ليه بوف دو نور” بأنه أحدث تجديداً في فن الإخراج المسرحي محرراً إياه من الديكورات التقليدية.
كما حاز شهرة بفضل نسخته السينمائية عام 1963 لرواية “لورد أوف ذي فلايز” حول تلاميذ تقطعت بهم السبل في جزيرة غير مأهولة ويحاولون أن يحكموا أنفسهم، لكن النتائج كانت كارثية.
واشتُهر بروك في بريطانيا لكونه مخرجا شابا أخرج أعمالا تميّزت بأنها جذرية وأحيانا دموية مقتبسة من كلاسيكيات بما فيها أعمال لشكسبير، بينما عمل مع ممثلين أصبحوا لاحقا أساطير.
وتُعدّ “ماهابهاراتا” أشهر مسرحيات بروك، وهي ملحمة مدتها تسع ساعات من الأساطير الهندوسية (1985)، قدمها للمرة الأولى في مهرجان أفينيون واقتُبست للسينما عام 1989.
هل ينجح الشباب في إنقاذ السينما السودانية؟
لكن أساليبه خضعت لتحوّل تدريجي بعد انتقاله إلى فرنسا مطلع السبعينات حيث أسس “المركز الدولي للبحوث المسرحية” في “تياتر دي بوف دو نور” وتأثر بالتقاليد الشرقية.
وبعد مسيرة استمرت أكثر من 35 عاما، ترك بيتر بروك إدارة مسرح “بوف دو نور” في العام 2010 عندما كان يبلغ 85 عاما، بينما استمر في تقديم العروض هناك حتى وقت قريب.
وقالت وزيرة الثقافة الفرنسية ريما عبد الملك على تويتر “بيتر بروك أعطانا أجمل صمت في المسرح، لكن هذا الصمت الأخير محزن للغاية”.
وأضافت أنه أورثنا الكثير مشيرة إلى أنه سيبقى “إلى الأبد روح” مسرح بوف دو نور في شمال باريس حيث كانت تعرض أعماله.
من جانبه، أشاد سايمن مكبورني، المؤسس والمدير الفني لمسرح “لندن ثياتر” الذي تأثر بشدة بأساليب بروك بالمخرج الراحل على تويتر ووصفه بأنه “صاحب رؤية واستفزازي ونبي ومخادع وصديق”.