سجلت الأسهم الأوروبية اليوم الخميس أسوأ أداء فصلي لها منذ الهبوط الكبير الذي شهدته إبان جائحة كوفيد-19 في أوائل 2020 وذلك مع تنامي قلق المستثمرين من حدوث ركود عالمي في أعقاب إجراءات التشديد النقدي التي اتخذتها بنوك مركزية لترويض التضخم المتصاعد.
وتراجعت جميع القطاعات الرئيسية. وكان قطاع البنوك هو أكبر الخاسرين مع انخفاض مؤشر البنوك في منطقة اليورو 3.3 بالمئة إلى أدنى مستوياته منذ مارس آذار بعد أن طلب كبير المشرفين في البنك المركزي الأوروبي من البنوك حساب مخاطر الركود.
وهبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.5 بالمئة، ليزيد من خسائره الفصلية 10.7 بالمئة. وكان قطاع التعدين من بين أكثر القطاعات التي سجلت تراجعا في الربع المنصرم بانخفاض تجاوز 20 بالمئة.
ومع ارتفاع التضخم في منطقة اليورو إلى مستويات قياسية، أظهرت بيانات اليوم الخميس أن التضخم في فرنسا في يونيو حزيران ارتفع أكثر من الشهر السابق إلى مستوى قياسي بلغ 6.5 بالمئة، مما أثر على مؤشر كاك 40 الفرنسي الذي انخفض 1.8 بالمئة.
وقلص بنك (يو.بي.إس) توقعاته للنمو الاقتصادي في منطقة اليورو في 2022 وقال إن المنطقة تتجه نحو “ركود تضخمي”، إذ ستؤدي جهود القضاء على التضخم إلى توقف شبه تام للنمو في النصف الثاني من العام.
وتتجه جميع الأنظار إلى أول تقدير للتضخم لشهر يونيو حزيران في منطقة اليورو المقرر إصداره غدا الجمعة، والذي يجب على البنك المركزي الأوروبي فحصه قبل اجتماعه في 21 يوليو تموز عندما سيقرر رفع أسعار الفائدة لأول مرة منذ 2011.
وفقد المؤشر ستوكس 600 أكثر من 16 بالمئة هذا العام حتى الآن، إذ تكبح المخاوف من ارتفاع التضخم وتباطؤ الاقتصاد الصيني وغزو روسيا لأوكرانيا الرغبة في المخاطرة.
على المستوى الفردي، تراجع سهم يونيبر 14.4 بالمئة بعد أن سحبت شركة المرافق الألمانية توقعاتها للسنة المالية 2022 بسبب قيود إمدادات الغاز من شركة جازبروم الروسية.
لكن ارتفع سهم شركة بيونتك 5.6 بالمئة بعد أن وقعت شركة الأدوية الألمانية ومعها شركة فايزر صفقة قيمتها 3.2 مليار دولار مع الحكومة الأمريكية لتسليم 105 ملايين جرعة من لقاح كوفيد-19.